التخطيط للتنمية المستدامة بالاعتماد على الأرشيف نماذج من الواقع:دراسة ميدانية في مصلحة أرشيف ولاية قسنطينة
DOI:
https://doi.org/10.12816/0055596الملخص
بدأ الاهتمام بالأرشيف بشكل واضح منذ حلول الثورة الفرنسية وكانت النظرة المتداولة حوله هي الوثائق التاريخية وخاصة دورها في خدمة الإرث الثقافي والبحث التاريخي، لتأتي النظرة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية وتمثلت في نظرية الأعمار الثلاثة لتشلينبورغ Schellenberg1956، والتي أعطت مجالا أوسع للأرشيف يبدأ منذ نشأة الوثيقة الإدارية ولا أحد ينكر أن الإدارة هي المحرك الرئيس لكل حركات الإصلاح والتنمية المستدامة في المجتمع، ويظهر دور الأرشيفي من خلال إتباع طرق فعالة في استرجاع الوثائق، وفي وجود أنظمة تصنيف ووصف وأنظمة آلية قادرة على تحديد المسار الصحيح للوثائق، والأهم هو الوصول السريع للوثائق المناسبة لكل وحدة إدارية، وتشمل الأهمية دور الوثائق في التخطيط للمشاريع المختلفة وفي كل العمليات الإدارية الأخرى والاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا بتعدد الوسائط وشيوع الأعمال الالكترونية، ومن جانب آخر تعرف التنمية المستدامة بأنها التنمية التي تُلبي احتياجات البشر في الوقت الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تحقيق أهدافها، وترتكز على النمو الاقتصادي المتكامل المستدام والإشراف البيئي والمسؤولية الاجتماعية، وهي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات، وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال على تلبية حاجاتها، ولتوجيه إسهام الوثائق في خدمة التنمية الحديثة التي تعطي أولوية للبيئة وللموارد وعدم استنفاذها، أيضا فإن المعلومات التي تتضمنها الوثائق سواء ذات القيمة الأولية بأنواعها إدارية أو مادية أو قانونية، والمسلّم بها في التخطيط لإنجاز المشاريع بالرجوع إلى الملفات والتقارير السابقة وذات العلاقة أو القيمة الثانوية العلمية أو قيمة الإثبات، والتي لا يمكن ربط أهميتها بالبحث التاريخي فحسب، إنما تتعداه لتتضمن أسرار ومفاتيح للتنمية، ومن المؤسف أن أكثر تلك الوثائق احتفظت بها الدول المستعمرة في بعض الدول النامية، والأكثر أسفا أن البعض منا مازال يتساءل هل فعلا الوثائق تحتاج كل الاهتمام الذي توليه لها الدول المتقدمة، حيث عند البدء في دراسة مشروع معين تعود إلى تجارب وثيقة الصلة بدلا من البدء من الصفر حتى في مناطق أخرى لاستقراء عوامل النجاح، وعدم تكرار الجهود وعدم تضييع الوقت وتحقيق وفرات مالية سواء على مستوى الزراعة أو الصناعة أو في تنمية الوحدة الوطنية وإذكاء الوعي القومي ومعرفة الاتجاهات، ويُساهم الأرشيف في دعم صنع القرار والحكم الرشيد والشفافية، كما يعد البرهان القانوني لإثبات الحقوق الجماعية أو الفردية ويسهم في توفير الإحصائيات والخرائط وتسويق المنتجات، والأمثلة من الواقع كثيرة ومتنوعة، ولقد اعتمدنا المنهج الوصفي في الدراسة كما استخدمنا المقابلة مع مسؤولي المصلحة لجمع البيانات بهدف معرفة مدى إسهام الأرشيف في التخطيط للتنمية المستدامة وتم التوصل إلى أنه لابد من وجود وثيقة توجيهية لتفعيل دور الأرشيف في هذا السياق.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2019 Chahrazed Abada, Intissar Delhoum

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.