المكتبيين الجدد! تدريب ذوي الاعاقة الذهنية والتوحد للعمل كأخصائي مكتبات

فكرة وإعداد

نهى حسـن الصـاوي

اخصائى مكتبات / ميسر برنامج الكبار

الجمعية المصرية للأشخاص ذوي الاعاقة والتوحد

دبلومة التربية الخاصة

This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

الاستشهاد المرجعي

الصـاوي، نهى حسـن. المكتبيين الجدد! تدريب ذوى الاعاقة الذهنية والتوحد للعمل كأخصائي مكتبات.- Cybrarians Journal.- العدد 45، مارس 2017 .- تاريخ الاطلاع: <سجل تاريخ الاطلاع على البحث> .- متاح في: <أنسخ رابط الصفحة الحالية>

في سابقة هي الأولى من نوعها في مجالي الإعاقة الذهنية والمكتبات تم التخطيط والتنفيذ لفكرة تهيئة ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد في سوق العمل لتحقيق القدرة لديهم على الاستقلالية وتحقيق الذات في مجال يعد تحدي كبير حيث يحتاج إلى قدرات ذهنية عالية مقارنة بباقى المجالات المعتادة لهذه الفئة في المجتمع كالأعمال اليدوية والفنية وهو مجال العمل كأخصائي مكتبات في مكتبة عامة.

كيف كانت البداية؟

تبادر لذهني سؤال هل يمكن لذوي الإعاقة والتوحد التدريب على الأعمال الفنية الخاصة بالمكتبات العامة ومن ثم العمل في هذا المجال؟

بعد أن التحقت بالعمل بالجمعية المصرية للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد منذ ما يقرب من عام و نصف كمسئولة متخصصة عن المكتبة ومن خلال عملي وتعاملي مع الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد وجدت أن من هؤلاء الأشخاص ممن لديهم الرغبة والقدرة على تنفيذ الأعمال الفنية البسيطة بالمكتبة وبناءًا على ذلك قمت بتهيئة المكتبة وإعدادها حتى تكون بيئة داخلية مناسبة لتدريبهم على هذه الأعمال مثل (التختيم الخاص بالكتب – تسجيل بيانات الكتب وأوعية المعلومات بدفتر العهدة – ترتيب الكتب على الأرفف طبقًا لرقم التصنيف الخاص)، ثم تلى ذلك تخصيص حصص يومية لهؤلاء الأشخاص بالمكتبة للتدريب والتهيئة الداخلية لهم قبل التنفيذ الفعلي للتدريب الخارجي بالمكتبات العامة.

مراحل تنفيذ الفكرة:

تم عرض الفكرة على مكتبة مصر العامة بالدقي والتي لاقت قبول واستحسان وتشجيع من إدارة المكتبة وبناءًا عليه تم الموافقة على تدريب عدد 7 أشخاص من ذوي الإعاقة والتوحد في المكتبة علي مدار 3 شهور حيث قامت المكتبة بتدريبهم علي مبادئ العمل بالمكتبات والذي سبقها التمهيد لهم ما هي المكتبة؟ ماذا تعني كلمة كتاب ؟ وهكذا ...  ثم كانت البداية في قسم الإعداد الفني الذي يقتصر العمل فيه علي أخصائيين المكتبة فقط وقد قام الطلاب فيه بتنفيذ أعمال مثل (ختم الكتب بختم مكتبة مصر في صفحة العنوان - وضع الباركود في صفحة العنوان وأسفل غلاف الكتاب - فرز الكتب العربية عن الكتب الإنجليزية - وضع استيكر التصنيف الموضوعي علي كعب الكتاب) وذلك بقسم الكبار بالمكتبة. وكذلك (وضع استيكر لوني للتميز بين موضوعات الكتب) بقسم الأطفال.

ثم تم الانتقال إلى التدريب في القاعات والاحتكاك المباشر في خدمة المستفيدين وكان هذا بمثابة تحدي كبير فقد كانت النقاط التدريبية لهم كالآتي : (إعادة ترتيب السلاسل – إعادة ترتيب الكتب علي الرف "الترفيف" - بالإضافة إلى أنه تم تدريبهم على كيفية البحث عن الكتب باستخدام البحث الآلي في البرنامج المتبع بالمكتبة وهو برنامج سيمفوني ومن ثم استخراج الكتاب من الرف والمطابق لرقم التصنيف الذي استخرجه المتدرب من البرنامج بنجاح)  وانطلاقا من هذا النقطة كان من الطبيعي أن يقوم المتدرب بآداء خدمة مستفيدين كاملة وبالفعل تمت أداء هذه المهمة علي الوجه الأكمل.

تقييم تنفيذ الفكرة:

الجدير بالذكر أنه جاءت هذه التجربة الفريدة فوق كل التوقعات وتركت في أذهان جميع المشتركين في هذه التجربة سواء الأولاد أو فريق العمل بالمكتبة بالغ الأثر فكان انطباع أخصائيين المكتبة بمكتبة مصر العامة جيد جدًا كما تم تقييم الأولاد من قبل أخصائيين التربية الخاصة فجاءت النتائج بالإيجابية واختفاء بعض السلوكيات غير المرغوب فيها من الأولاد نتيجة إحساسهم بالذات وزيادة الثقة في النفس مما كان له بالغ الأثر الإيجابي عليهم.

نشر الفكرة وتعميم تنفيذها:

وبناءًا على ما سبق قمت بالتفكير في نشر الفكرة وبالفعل تم تدريب الأولاد بمكتبة المعادي العامة حوالي 3 أشهر على الكثير من أعمال المكتبات المختلفة.

والآن يتم تدريبهم بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك حيث تم تأهيل 3 أولاد فقط للتدريب فيها حيث تم الانتقال إلى أعمال مكتبية أكثر تخصصًا وهي القيام بالإعداد الفني الكامل للكتب من      (فهرسة وصفية – موضوعية – تصنيف) بالإضافة إلى خدمة مستفيدين والتزويد حيث تم وضع جدول تدريبي لهم على مدار 9 أشهر بواقع يومين في الأسبوع كل يوم حوالي ساعتين بشكل مبدئي يشمل الجدول التدريبي "التدريب بقسم التزويد، قسم الفهارس، الميكروفيلم وغيرها من أقسام المكتبة الفنية ".